اطفالنا والصيام
في أي عمر يصوم الأطفال؟؟
مع حلول شهر رمضان المبارك
هذا السؤال يشغل بال كثير من الأباء والأمهات حول إمكانية صيام الأطفال والعمر المناسب لذلك، وكذالك الكثير من الأطفال يرغبون في صيام رمضان مثل الكبار، لكن قرار السماح بصيام الأطفال من الناحية الطبيه ( وليست من الناحية الشرعية) يعتمد بشكل كبير علي عدة عوامل :
العامل الاول : عمر الطفل
لا يوجد عمر محدد نستطيع ان نقول ان الطفل اصبح قادر علي الصيام ، لأن الطفل قد يصل إلى سن 12 سنة ويكون ما زال غير مؤهل للصيام وفقا لقدرته الجسدية وطاقته ووضعه الصحي وكذلك تقبله للصيام ، قد نجد كذلك أن هناك طفلا يكون قادرا على صوم يوم رمضاني كامل في حين أن طفلا في نفس العمر لا يستطيع القيام بذلك، وعموما يمكن تبسيط الموضوع علي الشكل التالي.
- اقل من ٥ سنوات يمنع صيام الأطفال مطلقا.
- عمر ٥ الي ٧ سنوات لاينصح بصوم الأطفال عمومآ، ولكن إذا كان الطفل مصمم علي الصيام وكانت بنية الطفل سليمه ولايعاني من مشاكل سؤ التغذيه وأمراض مزمنه فيجيب لاتزيد مدة الصيام عن اربع ساعات.
- من عمر ٧ الي ١٠ سنوات ممكن يكون هو العمر الأنسب في معظم الأطفال الاصحاء لتدريبهم علي الصيام في حال قررو الصيام ، فالطفل قد يحتاج إلى سنوات من التدرج علي الصيام والافضل أن يبدأ الطفل بالامتناع عن الطعام والشراب مدة 4 ساعات يوميا وأن يزيد ذلك تدريجيا وصولا إلى 6 ساعات ومن ثم 8 ساعات حتى صيام اليوم كاملا حسب سهولة الأمر وصعوبته بالنسبة للطفل وكذلك حسب تقدير الأم، مع كسر الصيام عند إحساس الطفل بالتعب أو الجوع أو العطش.
- أكثر من ١٠ سنوات: يمكن أن يصوموا متى ما تسحروا جيدًا مع مراقبة ومتابعة علامات الجوع والتعب لدى الطفل وكسر الصيام إذا تطلب الأمر.
العامل الثاني: الاستعداد النفسي للطفل:
يجب تهيئة الطفل نفسيًا لصيام شهر رمضان المبارك بالحديث معه حول فوائد الصيام خصوصًا وان الأطفال يميلون الى تقليد الكبار.
العامل الثالث : وزن بنية الطفل
لا ينصح بصوم الطفل قليل الوزن أو الهزيل أو المصاب بسوء التغذية فقد ينخفض لديه مستوى السكر بشكل سريع لعدم وجود مخزون كافي من الجليكوجين في العضلات والكبد خصوصًا عند الأطفال النشيطين وكثيري الحركة
العامل الرابع : الحالة الصحية للطفل
تختلف الحالة الصحية للطفل من مرض الى آخر كما تختلف في نفس المرض بين طفل وآخر، وبشكل عام لا ينصح بصيام الأطفال في الحالات التالية:
* الأمراض الحادة كالتهاب المعدة والأمعاء الحاد، ارتفاع الحرارة وغيرها.
* الأمراض المزمنة الغير المستقرة مثل الداء السكري وامراض الكلى وغيرها أما اذا كانت مستقرة فيجب استشارة الطبيب ومناقشته حول إمكانية صيام الطفل من عدمه.
كيف يبدأ الأطفال بصيام :
وفي حال قرر الأطفال الصيام من الافضل الصيام التدريجي وزيادة عدد ساعات الصيام حتي الوصول الي صوم يوم كامل اوتحديد ايام الصيام مثلآ صيام اول يوم واخر يوم من شهر رمضان او الامتناع عن الطعام فقط والاستمرار بشرب الماء او تحديد ساعات صيام محددة مثلا الصيام من الثامنه صباحآ وحتي الثانيه بعد الظهر .
القواعد الغذائية التي يجب أن تتبعها الأمهات في تغذية أبنائهن خلال شهر رمضان :
يجب اتباع نظام غذائي متوازن خلال شهر رمضان بحيث يضمن تناول الطفل جميع العناصر الغذائية الأساسية والضرورية لنموه، ومن الضروري بأن يشمل نظامه الغذائي المعادن والفيتامينات المختلفة مثل فيتامين A،فيتامين B6، الكالسيوم، الحديد، الزنك، المغنسيوم،والبوتاسيوم، من الضروري أن يحصل الطفل على السعرات الحرارية التي يحتاجها جسمه، بحيث الايكون صيام رمضان سبباً لنقص الوزن عند الطفل، عند إفطار الطفل يجب التركيز علي الاطعمه سهله الهظم والامتصاص الغنيه بالطاقة مثل التمر أو العسل أو الفواكه الطبيعية أو الحليب وغيرها من الاطعمه الغنية بالسكريات البسيطه فاالجسم بعد ساعات الصيام يكون بحاجتها كمصدرللطاقه والتمثيل الغذائي خاصّةً الدماغ ،أما بالنسبة لوجبة السحور فإن الطفل يحتاج إلى وجبة غذائية متوازنة تمده بالطاقة اللازمة فترة الصيام ويفضل هنا تناول الأطعمة التي تأخذ فترة أطول في الهضم وتبقى في المعدة فتساعد الطفل على الشعور بالإشباع وتمد الجسم أكبر فتره ممكنه اثناء ساعات الصيام وعلى رأسها المواد البروتينية مثل تناول البيض والأجبان والحمص وهي مصادر طبيعية للبروتين،كذالك من الضروري تناول كمية كافية من السوائل للطفل بعد ساعات الصيام لمنع الجفاف و الإمساك والالتهابات البولية ، واستبدال العصائر الاصطناعية بالعصائر الطبيعية مثل البرتقال والجزر، لكونها غنية بالفيتامينات والمعادن المختلفة.
واخيرا : مراقبة الطفل باستمرار
في حالة صيام الطفل، يطلب من الاهل الانتباه إليه، فإن شعر الطفل بالتعب أو لم يستطع تحمل الصوم يجب قطع الصوم والإفطار فوراً.
ودمتم سالمين .
الدكتور مقبل العامري إستشاري طب الأطفال وحدثي الوالادة 28/2/2025