محمد عبدالله القادري
استضافة قناة الجزيرة القطرية للرئيس الفرنسي ماكرون الذي اساء لحبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام ، كان بمثابة خطأ كبير اظهر تعاطف القناة مع ما تعرضت له فرنسا من مقاطعة اقتصادية وهجمات اعلامية تشكلت من موجات الغضب عند ابناء الامة الاسلامية المستنكرة للاساءة للرسول الكريم .
فتحت قناة الجزيرة الباب لماكرون لتكون بمثابة منقذ لما تتعرض له فرنسا ، وهي بما فعلته تشبه المبعوث الأممي جريفيث الذي يسعى لانقاذ الحوثي كلما وجد انه سيتعرض للخسارة في المعركة.
احترام الرسول الكريم كان يفرض على قناة الجزيرة ان تشكل مقاطعة إعلامية لاستضافة الرئيس الفرنسي ، وماكرون رئيس دولة ولديه وسائل إعلام كثيرة ، ومثلما اساء للرسول من تلك القنوات التابعة له وأثار المسلمين ، كان ينبغي ان يبرر من خلالها ويعتذر .
ماكرون اساء للرسول امام المجتمع الغربي ، ويريد ان يعتذر عن اساءته امام المجتمع العربي فقط .
وهذا نوع من المخادعة المتمثلة باحتفاظ موقف ماكرون ضد الرسول امام تلك المجتمعات ، واظهار موقف اخر تجاه المجتمع الغربي يحاول من خلاله ان يظهر بوجه آخر هو في الحقيقة ليس الوجه الحقيقي له .
لم يكن ثناء ماكرون عن الاسلام في قناة الجزيرة ناتج من ما يحمله من فكر وتعامل تجاه الاسلام والمسلمين ، وانما ما قاله يأتي نتيجة ما تعرض له من مقاطعة اقتصادية أضرت باقتصاد فرنسا ، فهو من خلال هذا الموقف يريد ان يستعيد النجاح الاقتصادي الذي افتقده ، وهو الامر الذي يجب علينا ان لا ننخدع به ويجعلنا نستمر بالمقاطعة الاقتصادية .
اذا قاطعنا كل من يسب رسولنا ثم نترك تلك المقاطعة بمجرد اعتذاره ، فهذا سيفتح المجال للاساءة للرسول والاعتذار متى ان وجد تلك الاساءة تؤدي إلى المقاطعة ليلغي بذلك الاعتذار تلك المقاطعة.
ولكن يجب ان نتخذ موقف مقاطعة دائمة لمن اساء لرسولنا ولا نتخلى عنها مهما اعتذر ، وذلك لكي لا نترك احد يتجرأ على رسول الله ، فالاساءة إليه معناها مقاطعة اقتصادية دائمة وموقف دائم ، فحبيبنا الكريم خط أحمر ولا مجال فيه للمساومة ، ومن اخطأ بحقه مرة واحدة ، سنقاطعه إلى الابد .