بقلم / احمدالاسدي
خلال مسيرته الطويلة الحافلة بالإنجازات استطاع الراحل الأستاذ/ عبدالعزيز عبدالغني ان يؤسس ومعه ثلة من طلائع التنمية مداميك الدولة اليمنية من خلال تحديث الإدارة وتقديم نماذج جديدة احدثت نقلات نوعية في مختلف المؤسسات.
فقد كان رحمة الله تغشاه من طلائع التحديثيين على مستوى اليمن ،وقد فرض نفسه على الواقع بإمكانياته العلمية ،وذكائه الفطري ،وحسه الوطني ومنهجه المتوازن ،وهمه الجمعي الذي كان السبب وراء حضوره الفاعل في مختلف المحطات التاريخية ،كخبرة وامكانيات معرفية لايمكن الإستغناء عنها.
ودون ضجيج ترك بصمات في مختلف مناحي الحياة مقدما نموذجا مميزا للوطني المخلص والكفاءة المكرسة للبناء.
ولا يمكن نسيان ادراكه المبكر ان عملية التغيير الإيجابية لا يمكن ان تتم بدون اشكال تنظيمية تحشد الطاقات وتحافظ على الحقوق الجماعية والفردية فاسس وقاد النقابات العمالية التي كان لها حضورا قويا في احداث التحولات النوعية ،والنضال في سبيل صيانة الحقوق ،وصولا الى مستوى من العدل الذي يساهم في ارسائه الجميع ،وتأسيس قواعد محترمة منظمة للعلاقة بين الرئيس والمرؤوس ،وبين رب العامل والعامل.
من عرف الأستاذ / عبدالعزيز عبدالغني طيب الله ثراه- عن قرب ادرك مدى امتلائه بمختلف المعارف وثقافته الواسعة والعميقة ورؤيته الثاقبة ،وهو السبب الذي منحه استحقاق لقب حكيم اليمن .
لقد اختط في حياته منهجا محترما للمسؤول الحقيقي الذي يقدر وظيفته وواجبه ازاء وطنه ،ورغم المناصب الرفيعة التي تقلدها خلال حياته العامرة بالنضال والعطاء ،لم يشتك مواطنا او تاجرا من عبدالعزيز عبدالغني ،لأنه افرغ نفوذه وطاقته في خدمة الوطن ،فلم ينهب حق احد ،ولم يتسبب في اذية احد ولم يستقو بالدولة على احد..
رحمة الله تغشاه