إيرادات «المهرة» بين حاجات أهلها .. وتعنت الشرعية..!! 

إيرادات «المهرة» بين حاجات أهلها .. وتعنت الشرعية..!! 

 

بقلم: إبراهيم عبدالفتاح -

لماذا ترفض السلطة المحلية بالمهرة وجميع المهريون مطالب الشرعية بتوريد ايرادات المحافظة الى البنك المركزي؟! .. سؤال مهم يردده ويتداوله الوقت الحالي الكثير من المسئولين والاعلاميين والناشطين والمهتمين وحتى المواطنين على امتداد الوطن اليمني .. وللإجابة عليه نورد الأسباب والحقائق التالية: - أن محافظة المهرة لا تزال تعاني تبعات وآثار النكبة والكارثة المدمرة التي منيت بها قبل اقل من «٩» شهور، والمتمثلة في إعصاري «لبان وماكونو» اللذان اجتاحاها ونتج عنهما وفاة وفقدان العشرات من المواطنين واصابة مئات آخرين، وتدمير شبه كامل للبنية التحتية والمشاريع الخدمية «الكهرباء - الطرقات - المياة - المدارس - المنازل» وغيرها، في عموم مديرياتها ومناطقها. - أن الحكومة الشرعية لم تف بأي شيء من التزاماتها ووعودها تجاه المحافظة وابناءها، بل إنها تركت السلطة المحلية بالمحافظة ممثلة بالمحافظ الشيخ راجح سعيد باكريت تواجه الكارثة وتبعاتها بمفردها. - أن رئيس الحكومة الشرعية الدكتور معين عبد الملك قام بزيارة رسمية لمحافظة المهرة وبرفقته عدد من الوزراء، وكانت الزيارة الاولى له منذ تعيينه رئيسا للوزراء، وتحديدا في 24 أكتوبر 2018م عقب وقوع الكارثة بأيام .. وظل فيها مدة اسبوع تفقد خلالها واطلع على الكثير من الاضرار الهائلة التي خلفها اعصار «لبان» - لكن نتائج تلك الزيارة اقتصرت على الوعود، واصدار التوجيهات التي للأسف لم ينفذ منها شيء. - أن رئيس الحكومة الشرعية الدكتور معين عبد الملك أصدر في تاريخ «٢٥ اكتوبر ٢٠١٨م» واثناء تواجده بالمهرة قراراً بتشكيل لجنة وزارية لحصر ومعالجة آثار كارثة إعصاري «لبان وماكونو» بمحافظة المهرة برئاسة عبدالرقيب فتح - وزير الادارة المحلية، وعضوية كلا من: «عبدالله الأكوع - وزير الكهرباء والطاقة، عزي شريم - وزير المياة والبيئة، ناصر باعوم - وزير الصحة والسكان، ولطفي باشريف - وزير الاتصالات، وعبدالله لملس - وزير التربية والتعليم، الشيخ راجح سعيد باكريت - محافظ محافظة المهرة، محمد احمد ثابت، نائب وزير الاشغال العامة والطرق». - ظلت اللجنة الوزارية لحصر ومعالجة آثار كارثة إعصاري «لبان وماكونو» بمحافظة المهرة تعمل قرابة النصف شهر ورفعت تقريرا بنتائج حصر الاضرار للحكومة .. وفي تاريخ ١٠ نوفمبر ٢٠١٨م .. ناقش مجلس الوزراء تقرير اللجنة في اجتماعه الدوري .. وقد شمل التقرير تقدير اولي بحجم الاضرار، وتضمن العديد من التوصيات التي اكدت اللجنة على سرعة قيام الحكومة بتنفيذها في اقرب وقت .. وفيما يلي نورد لكم اهم ما جاء في التقرير: أولاً: قدرت اللجنة في تقريرها بأن إعمار وإعادة بناء ما دمرته العاصفة في محافظة المهرة سيكلّف حوالي مليار دولار، مؤكدة بأنها لم تحدد بعد قيمة خسائر المواطنين من مساكن وسيارات وآلات ومعدات ومزارع ومواشي. ثانياً: قدمت اللجنة جملة من التوصيات للحكومة مطالبة بسرعة تنفيذها .. ومن تلك التوصيات ما يلي: أ- ان يدعم مجلس الوزراء محافظة المهرة بمبلغ ملياري ريال يمني كمبلغ أولي اسعافي لمعالجة اضرار الكارثة على المدى القصير. ب- تولي الحكومة انشاء وحدة تنفيذية خاصة بمعالجة اضرار الكارثة يكون مقرها الغيضة وتعمل بالتنسيق مع السلطة المحلية. ج- رصد مبلغ اربعة مليار ريال يمني من الحكومة الشرعية في حساب الوحدة التنفيذية. د- متابعة تنفيذ مصفوفة المشروعات المتعثرة بالمحافظة. هـ- تفعيل دور صندوق اعاظة اعمار حضرموت والمهرة والاستفادة من المخصصات المالية المرصودة من الحكومة له. و- تشكيل فرق توعوية وتثقيفية لتعريف السكان بمخاطر البناء في بكون الاودية. - وللأسف جميع تلك الوعود والتوجيهات والتوصيات والقرارات لم ينفذ منها شيء .. وجميعها ذهبت ادراج الرياح .. لتجد السلطة المحلية في المحافظة ممثلة بالمحافظ الشيخ راجح سعيد باكريت نفسها أم سلسلة طويلة من الالتزامات والمسئوليات والتحديات، ورغم مطالباتها المستمرة للحكومة بالوفاء بتلك الالتزامات الا انها قابلة مطالبها بالصمت والتجاهل .. وبكل عزيمة وارادة وتحد عكف المحافظ ومعه الاوفياء من قيادات السلطة المحلية على معالجة تلك الاضرار بمفردهم مسخرين ايرادات المحافظة لهذا الجانب، وبالفعل استطاعوا ان يقطعوا شوط كبير، وجهودهم لا تزال متواصلة. - ان اجمالي ايرادات محافظة المهرة لم تغطي الربع من تلك المبالغ التي قدرتها اللجنة لمعالجة اضرار الكارثة، وان قيادة السلطة المحلية بالمحافظة لاتزال تواجه سلسلة طويلة من الالتزامات والمتطلبات المتعلقة بمعالجة تلك الاضرار .. واعتمادها الاساسي في تغطيتها منصب على ايرادات المحافظة، التي يذهب غالبيتها لتغطية موزنات الجهات والمؤسسات الرسمية في المحافظة، وانه في حال تم توريد الايرادات للبنك المركزي فإن الحياة في المحافظة ستتوقف .. وستجد السلطة المحلية نفسها عاجزة عن القيام بأي دور. - ان السلطة المحلية في محافظة المهرة والى جانب تركيزها خاال الفترة الماضية على معالجة الاضرار الناجمة عن إعصاري «لبان وماكونو» .. تمكنت من تحقيق نقلة نوعية للجانب التنموي والخدمي في المحافظة، من خلال اعتمادها سلسلة طويلة من المشاريع الخدمية والتي جرى ويجري تنفيذها بالتعاون مع الصندوق السعودي لاعادة اعمار اليمن، وان الكثير من تلك المشاريع لا يزال قيد الانشاء، ويحتاج للكثير من التمويلات .. والمصدر الرئيسي لتغطية تلك المشاريع هو ايرادات المحافظة وفي حال صودرت فإن جميع تلك المشاريع ستتوقف. - ان محافظة المهرة تعد في صدارة المحافظات اليمنية التي تعرضت للتجاهل والنسيان وواجهتد اهلها شتى صنوف الحرمان الاهمال والمعاناة، وذلك من قبل جميع الانظمة السياسية التي تعاقبت على حكم البلاد منذ ستينات القرن المنصرم سواء ابان الحكم الشمولي، او في عهد دولة الوحدة، وهو الأمر الذي ابقى مستوى التنمية فيها صفر .. وانها لم تشهد طوال تاريخها القديم والمعاصر نهضة وانتعاشة تنموية كالذي تشهدها الوقت الحالي، وذلك بفضل حنكة وحكمة ونزاهة وجد واجتهاد ومثابرة محافظها الشاب الشيخ راجح سعيد باكريت، وفي حال صودرت ايراداتها فإن واقع الحال في المحافظة سيعود لأسواء مما كان عليه خصوصا وان المحافظة لاتزال منكوبة وتعاني ويلات كارثة مدمرة. - أن محافظة المهرة تعد المحافظة الجنوبية الوحيدة التي لاتزال تدين بالولاء للقيادة السياسية الشرعية، ولا يزال العلم الوطني «علم دولة الوحدة» يرفرف في ارجاءها، وهي الوحيدة التي رفضت السماح لدعاة الانفصال ومثيروا الفوضى للعبث فيها وتمزيق لحمتها الاجتماعية والوطنية .. وفي حال صودرت ايراداتها فإن المحافظة ستتحول الى ساحة للاستقطابات من قبل دعاة الانفصال والفوضى. - أن محافظة المهرة وقيادتها ممثلة بالشيخ راجح سعيد باكريت محافظ المحافظة، تواجه اليوم اشرس واقوى هجمة وحملة اعلامية تستهدف امنها واستقرارها وتمزيق لحمتها الاجتماعية، وجر أهلها الى منزلق الفوضى والحرب الاهلية، وذلك من قبل دعاة الفوضى المدعومين من كلا من: «قطر - وايران»، وأن سلطتها المحلية معنية اليوم بمواجهة الكثير من الاخطار والتحديات والمتربصين .. وهو الامر الذي يتوجب على القيادة السياسية والحكومة الشرعية وبدل القيام بمصادرة ايراداتها .. ان تتولى دعم المحافظة ومساندة سلطتها المحلية حتى تتمكن من مواجهة والتصدي لتلك الاخطار والمتربصين والمخربين. - ان محافظة المهرة ونتيجة لما تنعم به من امن واستقرار، وما يحضى به سكانها بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم ومناطقهم من تعايش وتراحم وتلاحم - صارت اليوم قبلة وملجأً للكثير من النازحين والفارين من جحيم الحرب التي تشهدها العديد من المحافظات - وفي حال تمكن دعاة الفوضى من التوغل في اوساط اهلها وشق صفوفهم واذكاء النعرات فيما بينهم - فإنها ستتحول الى ساحة جديدة للاقتتال، وهذا بدوره سيشكل كارثة جديدة ليس لابناء المحافظة وحسب وانما ايضا لأفواج النازحين الذين استقروا واستوطنوا فيها .. الامر الذي ستجد فيها الشرعية امام تحد صعب يضاف الى سلسلة الازمات المعقدة التي تواجهها. - أن ابناء محافظة المهرة بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم يقفون اليوم صفا واحدا وعلى قلب رجلا واحد خلف سلطتهم المحلية ممثلة بالمحافظ الشيخ راجح سعيد باكريت - ولسان حالهم جميعا يقول نرفض بشكل قطعي مصادرة ايراداتنا وقوت اطفالنا، وكلنا نؤيد ونبارك ونحيي ونشيد ونثنى بجهود ونجاحات وقرارات محافظنا باكريت، ونحن معه في كل خطوة يقوم بها، ولن نقبل بأي بديل عنه. ختاماً نؤكد ان الاسباب والحقائق سالفة الذكر ليست سوى مقتطفات بسيطة من سلسلة طويلة من الحقائق والحجج الصادمة .. وقد اوردناها لكم للاطلاع تمونوا على بينه وتكون احكامكم وأراءكم وتناولاتكم اكثر انصافاً .. وبناء عليها نقول لقيادتنا السياسية وحكومتنا الشرعية .. المهرة استناء لابد منه .. دعوها تداوي جراحاتها واوجاعها وتراكمات وحرمان السنين العجاف التي عاشتها بنفسها .. دعوا سلتطها الشرعية تواصل مشوارها التنموي ونجاحاتها النموذجية والاستثنائية .. ويكفيكم فخرا انها لا تزال تدين بالولاء والتبعية لكم .. وانها المحافظة الأكثر امانا واستقرارا التي يمكنها ان تستقبلكم في لي وقت تريدون، وتمكنكم من ادارة شئون اليمن من على ترابه الوطني، بدلا من الشتات الذي تعيشونه في بلدان الاغتراب .. فاحفظوا لها ولأهلها هذا الجميل.