في مقال له .. الشرجبي للسعودية .. قرداحي ليس خاشقجي ..!!

في مقال له .. الشرجبي للسعودية .. قرداحي ليس خاشقجي ..!!

 

عارف الشرجبي.
المتابع للحملة الاعلامية والسياسية المسعورة التي تمارسها السعودية ودول الخليج على وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي اكدت وبجلاء مدى هشاشة تلك الانظمة الكرتونية التي اخذتها العزة بالاثم لمجرد كلمة حق قالها قرداحي في ماضي الايام قبل ان يصبح وزيرا للاعلام في بلده( لبنان).
تلك الحملة السعودية الخليجية كسفت مدى سطحية تفكير حكام السعودية الذين ارتعبوا لمجرد كلمة قالها إعلامي وبسببها ارادت تركيع دولة شقيقة بل وتحاول جاهدة ان تسلبها سيادتها وقرارها، إذ كيف تطالب باقالة الوزير قرداحي وهي تعلم أن هذا الطلب السعودي الخليجي يُعد تدخلا سافرا في حق دول مستقله ذات سيادة وكان من الاحرى بتلك الدول وهي تمارس هذا التعالي أن تعيد حساباتها في سياسة التطبيع والانبطاح والارتهان لدولة الصهاينة دون ادنى خجل .
إن تلك الحملة الظالمة إنما هي حملة مكشوفة الاهداف وإن حاولوا إخفائها او ارتداء ثوب الضحية فقد ارادت تلك الدول ان تحقق العديد من الاهداف وتوجه جملة من الرسائل ليس إلى لبنان فقط وليس للوزير جورج قرداحي فحسب وإنما لكل الدول والإعلاميين الاحرار الذين رفضوا الدخول بيت الطاعة السعودية والخليجية ولم يغمضوا اعينهم عن تلك المجازر الوحشية التي ترتكبها السعودية منذ اكثر من سبعة اعوام حتى الان والتي حصدت حياة مئآت الالاف من اطفال ونساء اليمن في ظل الصمت العالمي والاممي المقيت .
إن هذه الحملة المسعورة التي تستهدف حاضر ومستقبل الاعلامي جورج قرداحي كشفت مدى وقاحة وفجور النظام السعودي الذي يتفنن في ممارية الابتزاز والارهاب الفكري على الدول والشعوب على حدِ سوى، ولَعَمرٌي أن هذه السياسية المقيتة التي تتبعها السعودية ودول الخليج لم تكن إلا جزءا من سياسة يهودية صهيونية امريكية بامتياز لإذلال الشعوب العربية والدول الرافضة للتطبيع والهرولة والانبطاح المهين.
معلوم إن الوزير اللبناني جورج قرداحي حين تحدث عن ادانته للعدوان السعودي على اليمن لم يكن قد اصبح وزيرا ولكن السعودية ارادت بهذه الحملة ان تحقق جملة من الاهداف غير المشروعة وبكل قحة وخسة لاتكون إلا من آل سعود وبني صهيون فقط ، فقد ارادت إن تنتقم من الوزير والإعلامي قرداحي ولو باثر رجعي وهذا امر يتنافا مع الدين الاسلامي الحنيف والسنة المحمدية والاخلاق والقانون بل ويتناقض جملة وتفصيطلا مع البرتوكولات والاعراف الدولية التي يحتكم إليها العمل الدبلوماسي بين الدول .
ولعل من اهم الايباب لهذه الحملة إن السعودية ودول الخليج قد ارادت التنصل من مساعدة لبنان لتجاوز محنتها الاقتصادية الراهنة لاسيما وقد تهربت تلك الدول عن القيام بهذا الدور الانساني والاخوي خلال الفترة الاخيرة بحجج واهية منها وجود (حزب الله) أو عدم تشكيل الحكومة اللبنانية ولكن عندما تشكلت الحكومة واصبح على تلك الدول الوفاء بتعهداتها ومد يد العون إلى لبنان بحثت تلك الدول عن شماعة وذريعة جديدة للتملص والتنصل عن المساعدة فوجدت ضالتها في ماقاله قرداحي حتى ؤان لم يكن قد اصبح وزيرا حينها.

الهدف الثالث الذي ارادته السعودية من هذه الحملة إيصال رسالة لكل من يعارضها او يتكلم عن فسادها وفضائحها بانها قادرة على اختلاق الذرائع والأعذار لإخراسه وتكميم فاه وابتزازه بطرق قد لا تقل فضاعة عن تلك الطريقة التي استخدمها ولي العهد السعودي(محمد بن سلمان) ضد الاعلامي السعودي المغدور ( جمال خاشقجي) الذي قتل بتلك الطريقة البشعة في تركيا والتي لازالت خيوط تلك الجريمة تلتف حول رقبة محمد بن سلمان وخادمه المطيع احمد العسيري الذي اشرف على تنفيذ تلك الجريمة القذرة التي عبرت وبجلاء عن اخلاق الاسرة الهالكة في السعودية ومنفذيها..

اختم فاقول للاشقاء في لبنان إن الرضوخ للابتزاز السعودي والتفريط في الوزير قرداحي هو تفريط بالسيادة اللبنانيه باسرها وهي دون شك خساره لن تعوض إذا تم الانصياع والتسليم للابتزاز السعودي الخليجي .

واقول لقرداحي انك الاشرف والاقوى من آل سعود وملياراتهم، وثق إن اعظم الجهاد عند الله كلمة حق أمام سلطان جائر .