عبده العبدلي
جمعني به لقاء قبل سنوات في منزل الشيخ محمد عثمان بصنعاء ، كان المجلس مليئا بمثقفي تعز ، قبل مجيئه كانوا يتحدثون عنه وعن مواقفه مع البسطاء من ابناء جلدته واسهاماته في حل الكثير من القضايا الشائكة ودوره الكبير في دعم كثير من الشباب في شتى المجالات ومن ضمنها مواصلة التعليم الجامعي وغيرها من المواقف المشرفة التي تظل تاريخا ناصعا في سجل اعماله الوطنية والإنسانية .
بعد ساعتين تقريبا وصل إلى المكان ودلف إلى المجلس وسلم على الجميع وجلس إلى جانبي ، كانت جلسة مقيل ثرية باستقراء تاريخ الحالمة ( تعز ) وكيف عاثت فيها الجماعات المسلحة فسادا وجرتها إلى مشاريع القتل ، وشردت معظم سكانها وحولتها إلى مدينة أشباح .
وحين جاء دوره ليدلو بدلوه عما يجري في تعز ، كان يتحدث بمرارة والألم يعتصر قلبه ، سمعت سردا وتوصيفا للوضع هناك يدمي القلوب ، فما حل بتعز من خراب ودمار كان مخططا قذرا للانتقام من مدنيتها .
لم يكن ذلك الشخص الذي كان يلبس قميصا وجنبية والشال ملفوف على راسه وهو يمضغ القات لم يكن شخصا عاديا او غير متعلم بل كان شيخا مثقفا وسياسيا فطنا ، حديثه مرتب وشرحه للأحداث يجبرك على الاستماع إليه لتعرف حقيقة مايجري في تعز .
ولم يكن تعيينه مؤخرا محافظا لمحافظة تعز مجرد صدفة او ضربة حظ ، بل كان قرارا مهما فرضته التحديات التي شهدتها تعز التي ترى في "صلاح" صلاح اوضاعها .
ماجعلني اليوم اكتب عن صديقي واخي العزيز الشيخ / صلاح عبدالرحمن بجاش ليس نشاطه وتميزه في التحضير الرائع لذكرى مولد الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم الذي تفردت به تعز وصار محط إعجاب كثيرين ممن ابهرهم ذلك التحضير ، بل ماسمعته أيضا واسمعه مرارا من ابناء تعز المتواجدين في صنعاء الذين يشيدون بأداء السلطة المحلية وتحسن الأداء في المجالات الخدمية المتعددة وعلاقات الأخ المحافظ الطيبة بأبناء المحافظة ولقاءاته المتكررة بهم في كل زيارة يقوم بها إلى صنعاء والوقوف على مايعانونه من صعوبات ومشاكل في ظل العدوان الذي قذف بمعظم أبناء تعز والحديدة وغيرها من المحافظات للنزوح إلى صنعاء حاضنة كل اليمنيين .. وفقك الله ياصلاح تعز .
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=4907477785930461&id=100000048642005
