لم تشهدها منذ عقود .. أمطارْ غزيرة وسُيول جارِّفة تجتاح العاصمة صنعاء .. والارصاد يحذر ..!!

لم تشهدها منذ عقود .. أمطارْ غزيرة وسُيول جارِّفة تجتاح العاصمة صنعاء .. والارصاد يحذر ..!!

 

اتجاهات :المركز الإعلامي
أمطار غزيرة -هي الأعنف منذ عُقودْ- تعُم العاصمة صنعاء، وسيُول جارِّفة إجتاحتْ مُديريّٙاتها العشر -خلال الأيام الفارطة- وسط تحذيرات من أمانة العاصمة، تُطلقها بشكل مُستمر للمُواطنين، تدعوهم -خلالها- إلى توّٙخي الحذر، وعدم الإقتراب من أماكن ومصبّاتْ تدفُق السيول، وتجنُب إستخدام السايلة للعبور حرصاً على سلامتهم.
موجة الأمطار الغزيرة، والسيُول الجارِّفة -المُتواصلة منذُ مطلع تمُّوزْ/يوليو الماضي ولا تزال مُستمرة حتى اليوم- خلّٙفتْ خسائراً في البُنية التحتيّٙة، وتسبّبتْ ببعض الأضرار، وأحدثتْ عرقلة لحركة السير، في الوقت الذي لا تزال المدينة -خلاله- تُعاني من تهالك في الطُرقات التي زادت سيُول الأمطار من حِدتها نظرا لعدم الوضع في الاعتبار لمصارف السيول ومياه الأمطار من قبل السلطات السابقة أثناء تنفيذ مشاريع الطرق وسفلتة الشوارع ، الأمر الذي يُحمِّل الدولة أعباء تفوق قُدراتها المادية، نتيجة للأوضاع الإقتصاديّٙة الصعبة التي تمر بها البلاد، جرّٙاء العدوان والحصار والحرب الإقتصاديّٙة الشرسة التي تشُنها دُول تحالُف العُدوان ومُرتزقتُه منذُ ستة أعوام ونصف.
وعلى الرغم من الظرفيّٙة الإقتصاديّٙة العصيبة، ولمُواجهة تداعيّاتْ سيُول الأمطار التي جرفت الطرق والطبقات الإسفلتية، جنّدتْ قيادة العاصمة صنعاء، كافة الإمكانيات الحُكومية المُتاحة، والمرافق العامة، في سبيل إدارة الأوضاع بصورة شاملة وحتى حُصول الإطمئنان التام بالنسبة لضمان سلامة الأهالي في مُختلف مُديريّٙاتْ الأمانة.
وقُبيل بدء موسم هُطول الأمطار، أعلنتْ قيادة أمانة العاصمة، البدء بخُطّٙة طوارئ مُسبقة للإستعداد لموسم الأمطار، وذلك للحّٙد من الأضرار، ولتفادي وقوع خسائر في الأرواح أو المُمتلكات جرّٙاء تدفق هذه السُيول والأمطار، بالإضافة إلى أن قطاع الشؤون الإجتماعية بالأمانة، وضع -هو الآخر- خُطّٙة في المجال الإنساني، للتأهُب، وللعمل بالتوزاي مع خُطّٙة الإستجابة التي تقودها قيادة الأمانة، وذلك لضمان تقديم المُساعدات في الوقت المُناسب.
الخُطّٙة الإستباقيّٙة لأمانة العاصمة وغُرفة عمليّٙات الطوارئ، وقطاع ومكتب الأشغال والمشاريع، والوحدة التنفيذيّٙة للصيانة والترميم، للمُواجهة، ركزت على تصحيح قنوات تصريف مياه الأمطار والسُيول في الشوارع الرئيسية، مع الوضع في الإعتبار -أيضاً- المناطق ذات الكثافات السكانية العالية، والتي تعرضت سابقاً لأكثر الأضرار.
مشاريع تصريف مياه الأمطار والسيول المُنجزة، تضمنت إستحداث قنوات جديدة وإعادة تأهيل قنوات أخرى، منها قنوات: حدة، دارس، بني جرموز، الستين الغربي، والتي جرى إفتتاحها وإعادة إفتتاحها في حُزيران/يونيو الماضي، كما عملت الأمانة والقطاع، على توسيع مجرى السيل الذي يصُب في سد الكُليّٙة الحربيّٙة، ما أسهم في تعبئة السد بشكل كامل لأول مرة.
وركزت الخُطّٙة الإستباقيّٙة، على أعمال الصيانة الدورية لتفقُّد المضخّٙات التي جرى تركيبها -مُؤخراً- في عدد من الأنفاق بهدف تعزيز قُدرتها على القيام بمهامها بشكل أفضل مِّما كانت عليه في السابق، إلى جانب القيام بعدد من مشاريع الرصف الحجري والجسور السطحية.
كذلك، عملت أمانة العاصمة والقطاع والوحدة التنفيذيّٙة، على فتح المنافذ الواقعة على سور جامعة صنعاء، ووسعت مجرى السيل داخل الحرم الجامعي لإستيعاب وتصريف السُيول ومياه الأمطار القادمة من شارع الستين الغربي وحي السُنينة، وتسهيل وصولها إلى البُحيرة الموجودة غربي كُليّٙة الزراعة بداخل جامعة صنعاء، ما حقّٙق فائدتين، الأولى: تخفيف وتجفيف المياه والسُيول التي تتدفق وتتجمع على طُرقات وشوارع مُديريّٙة معين، والثانية: تعبئة السد للإستفادة منه في تغذية المياه الجوفية ضمن إطار المنطّٙقة.
وبالتزامُن مع بداية موسم الأمطار -التي هطلت على العاصمة وفاقت كل التوقعات، وتجاوزت كل الإمكانيات والطاقات المتاحة، لا سيّٙما وأن البنية التحتية، والتدخلات الإستباقيّٙة لم تكن على مستوى القدرة لمواجهة هذه الكميات- عمل قطاع الأشغال والمشاريع، والوحدة التنفيذيّٙة للصيانة والترميم، ومكتب الأشغال بالأمانة وفروعهُ بالمُديريّٙات، على إصلاح وترميم وردم الحفريات التي أصابت كثير من الشوارع -إن لم تكن جميعها- بالشلل التام، بالإضافة إلى المشاركة في رفع المخلفات، وكذلك المُشاركة في أعمال الإنقاذ، إلى جانب رجال مؤسسة المياه الذين كانوا في الميعاد هم أيضاً وسيطروا نسبياً على المشاكل التي واجهت الوحدات المحلية والسكان، والمتعلقة بعبارات الصرف الصحي.
كما إنتشرت الفرق الفنية والطوارئ على إمتداد السايلة الكبرى وبجميع المناطق والإحياء التي تضررت بكافة مُديريّٙات الأمانة.
في غُضون ذلك، إستقبلت غُرفة عمليّٙات الطوارئ بالأمانة، عشرات البلاغات الميدانية، وتوجيهها لجهات الإختصاص للتدخل وحل ومُعالجة الإشكاليات وتلافي الأضرار وتوجيه المعدات للتحرك إلى الأماكن التي تحتاج للتدخل العاجل، والدفع بالعربات الخاصة بشفط ورفع تراكمات مياه الأمطار بالأنفاق والشوارع، وبما يُسهم في تحقيق السيولة المرورية للسيارات والمارة.
وعقب النزول المُستمر لأفراد الفرق الميدانية التابعة لغُرفة عمليات الطوارئ، جرى تحديد إحتياحات المتضررين، والإستجابة والتدخل الطارئ للأسر المتضررة من الامطار بالتنسيق مع المجلس الاعلى للشؤون الإنسانية وتقديم المواد الإيوائية والغذائية والصحية لهم، وكذا تحديد قنوات التصريف التي تحتاج إلى فتح وتنظيف، والتنسيق مع مشروع النظافة ومنظمة دولية للنزول إلى الميدان لفتح المصارف المغلقة.
وللوقوف أمام تداعيّاتْ سيُول الأمطار، ولبحث ومُناقشة المعالجات اللازم إتخاذها في كافة المواقع المتضررة بالمناطق والمديريات، عقدت غُرفة عمليّٙات الطوارئ، إجتماعاً ميدانياً موّسعاً برئاسة القاضي عبدالوهاب شرف الدين، ناقشت -خلاله- التدخلات العاجلة لمعالجة أضرار السيول في المُمتلكات والبنى التحتية.
بمُوازة ذلك، حرصتْ قيادة أمانة العاصمة، على التواصل والتنسيق مع الجهات ذوات العلاقة، ووجهت عدد من الخطابات إليها، وطالبتها بالمُشاركة في جهود فتح الطرق والشوارع والأنفاق المتضررة من السيول، عبر إرسال المعدات والآليات، كون مشكلة السيول تلامس المجتمع بشكل كامل، وفي مقدمة تلك الجهات: وزارة الإتصالات، الأشغال العسكرية، صندوق صيانة الطرق والجسور، وغيرها من الجهات الحكومية والخاصة.
وطبقاً لإفادات مُختصين بالشأن المحليّ وفاعلين مُجتمعيّين، فقد أدارتْ قيادة أمانة العاصمة أزمة السيُول الناجمة عن الأمطار، بنجاح، وسيطرتْ -نسبياً- عليها دون الوصول إلى الخسائر الفادحة التي تنبأ بها البعض، فمع الساعات الأولى لهذه الموجة المناخية القاسية، تشكلّتْ مجموعات عمل -كان الأمين عُباد على رأسها- حيث لُوحظْ الرجُل في الميدان بشكل مُتواصل، وأصدر توجيهات عاجلة لكافة المكاتب التنفيذية المختصة، والمديريات، والقطاعات الخدمية التابعة لأمانة العاصمة، برفع درجات الإستعداد القصوى لمواجهة التحديات الراهنة، ما جعل الأجهزة التنفيذية بأسرها، ترفع راية الإستنفار.
على صلة، جددت أمانة العاصمة، دعوتها للمواطنين بعدم الإقتراب من مجاري السيول تجنباً للمخاطر، وللسائقين بتوخي الحيطة والحذر، مؤكدة إستمرار عمل فرق الطوارئ على مدار الساعة.
جديراً بالذكر، أن أعمال فتح الشوارع والأنفاق والطُرق -التي غمرتها سيول الأمطار بعدد من مُديريّٙات العاصمة صنعاء- لا تزال تتواصل الميدان -بقيادة أمين العاصمة حمود محمد عباد ووكيل أمانة العاصمة رئيس غُرفة عمليّٙات الطوارئ القاضي عبدالوهاب شرف الدين ومشاركة وكيل قطاع الاشغال المهندس عبدالكريم الحوثي ومدير عام مكتب الاشغال المهندس عبدالسلام الجرادي ومُدير عام الوحدة التنفيذية للصيانة والترميم المُهندِّس عبدالملك الأُنسي ومدير عام الصيانة عبدالسلام محاوش، وعدد من وكلاء الأمانة وقيادات المديريات ،وتُشارك فيها المعدات والآليات التابعة لقطاع ومكتب الأشغال بأمانة العاصمة- وقد تمكنت من إعادة فتح طرق رئيسية وفرعية في عدد من مُديريّٙات الأمانة بعد أن أغلقتها السيول الناجمة عن مياه الأمطار، في حين لا يزال العمل الميداني مستمراً لإعادة فتح باقي الطرق والشوارع والأنفاق المتضررة حتى الآن.