ألم ..أنا لا زال هنا!!
ايوب التميمي
لا ازال هنا...
للتو أشعلت سيجارة ... وهذا ليس مهما
بما أنني لا أعلم عن ماذا أريد أن أكتب... لكنني و كلما أشعلت سيجارة أشعر أنني أمتص فكرة... أمتص حماقة...
أنا اﻷن أشعر أنني أمر بأصعب مرحلة في حياتي... حياتي المليئة بالمطبات... المليئة بالأشياء الجميلة التي لا تريد مني أن أعلم أنها جميلة... المليئة بأعقاب السجائر و أعقاب الحروب و مخلفات أحلام فاشلة ... والصراع الأزلى ضد الوقت...
لم أكن هكذا أبدا... لم أكن ضعيفا بهذا القدر من الهشاشة... بهذا القدر من العفن... حقا لا أعلم... أشعر أنني الوحيد في هذا العالم الذي يحلم ولا يمكنه أن يحلم و يعلم أنه يحلم و يتأكد من ذلك و يعتبره حقيقة مطلقة... أنا لا أعلم ماهو الطريق الذي يجب أن أسلكه حقا... ماهي الشتيمة التي يجب أن أطلقها و أعود لساني على قولها...
أنا اﻷن براءة عاطلة عن العمل... كنملة فقيرة... كصرصور متطرف... أشبه بزاوية حادة كنت أدرسها في مدرسة تصدير الغباء الإبتدائية...
نحن دائما نحاول حل المشاكل بمشاكل أصغر... او ربما أحيان تفلت من قبضتنا الأمور فتكون المشكلة أكبر ...
المشاكل ثم المشاكل ثم المشاكل... النزاعات ثم الصراعات والصراعات و الهمجية البشرية ...البيئة القذرة والعالم النذل...
أدخل منزلنا البائس و الجميل والغير مؤدب... أدخل غرفتي الأشبه بالتابوت الفرعوني... أشبه بالكهوف... كالعادة... أغلق الباب وأبدأ في التحول من جديد... التحول و مصارعة ألم راسي ومعدتي المتحالفان ضدي دوما... سقف الغرفة... تلك الرفوف تصتف عليها المشاكل وتبدأ بالقفز فوق رأسي واحدة تلو أخرى...لا يهم...
نحن حمقى بالمناسبة... و بالمناسبة أيضا هذا العالم مليء بالمعفنين... بالأغبياء... هؤلاء البشر يموتون من أجل حياة تافهة... يموتون هربا من الموت... هذا يشابه حل المشاكل بمشاكل أخرى...
صديقي العزيز
أحيانًا تكون تصرُّفاتي غير مفهومة وغير منطقيّة أفرَح فيَكون قلمي كئيب ومتشائم أهرب مِن حزني بالضحك والسخرية مِن نفسي ومن كُل شيء اتخلّص مِن اشتياقي بالكتابة او نشر خبر على موقعنا البائس مثلنا أجراس اليمن الذي لا أب له. ولا أم ..واذا اشتداد القهر أقرأ قصص احلام مستغانمي أو قصائد نيزك الملائكة. عندما يغضب عليّ العالم ويطردني خارج الإهتمامات...
ياصدقي ظلام التساؤلات مُخيف مرعب جدًا لأننا لن نحظى بإجابات مُرضية أو تبريرات مقنعة العالَم يزداد قسوة وغباء , تتكاثر الطوائف وتسود التفرقة مابين عفاشي واخواني ورافضي أصبحوا مليون شُعبة وطائفة
الجَوعىَ يتباهون بحضارتهم القديمة وتاريخ أجدادهم وأصحاب الثراء يتباهون بثرائهم الفاحش وأفعالهم المستفزة يُعايرون بعضهم بِما يَملكون ولَم يفكروا ولو لمرة بأننا خلقنا لنتكاتف ونكمل بعضنا البعض نتصارع ونسُبّ ونتباهىَ بأوهامٍ زائلة وأفكار زائفة..نحيا بالغرور والجهل والكراهية حتى أبناء الوطن الواحد يَشمتون في القتل والموت ويتمنون الفناء لبعضهم البعض.
أكتُب إليك عندما تُداهمني لحظات الهُدوء والسلام النفسي أحرق أفكاري المضطربة مع التبغ..وشخير فتح الذي غادرنا اليوم الى قريته ..
لا أريد غير أن تصبّ لي ذكرياتٍ سَعيدة في كأسٍ أبيض وبتراع علىَ دقات ملاطف وعلى زوامل عيسى الليث أمجاد الوطَن الممزّق
أعيد الهدوء والطمانينة إلى خزانة قلبي ..ضَع أحلام البُسطاء علىَ جمر المبخرة خذ دمي واملئ بِهِ المحبرة ..نظف عقلي مِن الوساوس والهواجس
انتزعي مِن رَوحي القلق والحيرة.((اللة غالب ))