ايوب التميمي:اتجاهات
(رحيل البعض من هذة الدنيا لا يشبهه أي رحيل بل يشكل رحيلهم صدمة وخسارة فادحة وفاجعة يصعب إستيعابها لكن إيمانا بسنن الله في خلقه تذعن القلوب لباريها وأقداره فينا لا يسعنا ان نقول سوى إنا لله وإنا اليه راجعون ..
... اليوم تحل أربعينية فقيد الوطن المناضل العقيد عبدالجليل السامعي رحمه الله ..هذه الرجل الذي فجعنا برحيله بتأريخ ....إثر إصابته بفيروس كورونا الذي خطف الكثير من الأعزاء على قلوبنا ...وبهذه المناسبة المؤلمة ..لم نشأ أن نفقد صوابنا عند صدمة الفقد فقررنا أن نواسي به قلوبنا بشئ من سيرته الذاتية وتنذكر ما يمكننا تذكره من مناقبه ومواقفه نعطر بها ذاكرتنا المثخنة بالحزن والألم . ...رحمة الله وأسكنة فسيح الجنات ...)
يقدم زميله العقيد فؤاد التميمي رفيق دربه صديقه منذ الطفولة عرضا سريعا لسيرة الفقيد
حيث يذكر العقيد فؤاد التميمي أن العقيد عبدالجليل
السامعي درس الإبتدائيه بمدرسه السلام سلف ومن ثم إنتقل لدراسه الإعدادية في مدرسه النور قرية حمان
وانتقل بعدها للدراسة الثانويه بمدرسه الشعب الثانوية بمدينه تعز حيث تخرج منها والتحق بالكليه البحريه مباشره عام 1988. وأخذ الدورات الأولية بالكليه واستمر بالدارسه في الكليه البحريه لمده عام وبعدها تم إختياره لمنحه دراسية في العراق الشقيق فالتحق بالأكادميه العليا للعلوم البحريه بالبصره وأستمر بالدراسة عام تقريباً وبعد غزو الكويت من قبل نظام صدام حسين و أندلاع الحرب عاد الي الوطن لإكمال دراسته بالكليه البحرية
والتي انتهت بتخرجه من الكليه البحريه عام 1991
ومن ثم التحق بالعمل الميداني حيث تقلد ضابط عمليات القاعدة البحريه حتى تم إختياره من ضمن قيادة الحامية البحريه اليمنية حيث كلف بمهمة التمركز بجزيره حنيش الكبرى عام 1994والتي أنتهت بمواجهات عسكريه بين الحاميه اليمنية بقيادته مع القوات الأرتيرية التي خاض فيها مواجهه شرسه مع القوات الأرتيرية التي كانت مدعومة بالزوارق والسلاح الثقيل وأنتهت المعركه بسبب إنتهاء الذخيره وعدم إسنادهم ما أدى الي أسر الحاميه من قبل القوات الأرتيرية وأخذهم إلى أسمره وبعد مفاوضات مع السلطات اليمنيه تم الإفراح عنهم وعاد مع أفراده إلى الوطن ليتم بعد ذلك تعينه نائب قائد سرب الفيبرات برأس عيسى وأستمر من العام 2000 الي 2002. وبعدها تم تعينه قائد سرب الفيبرات بجزيره بكلان
وفي العام 2012 بدء بإجراءات النقل من القوات المسلحة القوات البحريه الي وزارة الداخلية حتى استكمل عمل النقل في العام 2014 مع بداية الحرب
لييدأ كفاحه العسكري في السلك الأمني متنقل من مديرية التعزيه حتى وصل الي إدارة أمن خدير وتقلد عده مناصب بالإدارة كان آخرها نائب مدير أمن مديريه خدير
وبمرارة ملؤها الحزن يقول: الفريق سلطان السامعي عضو المجلس السياسي الأعلى : ليس هُناك أشد قسوةً وألماً
إذا ما كان الصديق وفياً صادقَ الوعدِ لهذهِ الصداقة لآخرِ لحظةٍ قَبل أن يأخذهُ الموت مِن صديقه، على الرّغمِ مِن أنّ الموت حقٌ على كُلِ إنسان، إلا أنّهُ الأقسى والأصعب والأفجَع على النفسِ، ولا يبقى لنا سوى تذكُر الذكريات التي كانت تجمعنا معهُم والدعاء لهم في قبرهم.
رحل الصديق العزيز، ليرحل معه رمز الاخلاص والوفاء، وعزاؤنا انه ترك ارثا في مشوارنا النضالي من اجل احقق الحق في دولة يحترمها شعوب العالم ..دولة لكل ابناء الوطن من المهرة وحتى صعدة ..
ونشهد لك بكل المواقف النبيله والشجاعه وانت تدافع عن وطنك ضد الإحتلال الارتيري لجزيرة حنيش .مع زملائك من الضباط الأفذاذ..
رحلت تاركا لنا طيب عملك وحسن سيرتك، ونقاء سريرتك، والاخوة التي ربطتنا بك وبأسرتك الكريمة،لقد تركت بصمات لن ينكرها إلى جاحد. او من لا يعرفك
لقد تلقيت نبأ وفاتك المفجع الذي هزَ القَلب بمشاعر مرهفة لم اقو على تحملها، والآن نحن لا نملك يا صديقي الراحل في كل الاحوال الا الدعاء والتضرع إلى الله ان يتغمدك برحمته ، فهو الملاذ والمخرج الوحيد من حالة الحزن والاسىى بكل هذه المشاعر الفياضة.
وفي النهاية لا نجد ما نقوله سوى اننا فقدناك حقا وستظل ذكراك محفورة في القلوب والوجدان. وندعو الله العلي القدير ان يلهم اهلك وذويك وكل محبيك الصبر والسلوان.
«إنا لله وإنا اليه راجعون».
لقد كان للفقيد المرحوم العقيد عبدالجليل السامعي رحمه الله مواقف إجتماعية وخيرية وتنموية لا ينكرها أحد وخيرها لا يزال شاهد علي مبادراته ومواقفه الإنسانية...
يلخص بعضها الدكتور/ شاكر حيدرة ...حيث قال
إنه لمن الصعوبة على كل من عرف العقيد عبدالجليل السامعي رحمه الله نسيان مآثره الطيبة والخيرية. التي يلمسها كل أبناء المجتمع فلقد كان سباق للخير في كل مرحلة ملبيا للنداء في كل منعطف ومبادرة ..مقدما جل جهد في سبيل إنجاح كل المشاريع
و ها نحن اليوم في ذكري الأربعينية للفقيد . ومازالت الحسرة تخنقنا بفقدانه نتأسى بمواقفه الإنسانية. ..ومازال الحزن يطاردنا حتي أدركنا كميه الصله التي كانت تربطنا به وكميه الود والمحبه التي غرسها في نفوسنا ...
كيف ننساه ...وقد كان رحمه الله مصباح يضئ في كل بيت من بيوت سامع عامه وقريه السلف خاصه.. فلولا جهوده المشكورة. وسعيه الحثيث لما وصلت إلينا الكهرباء التي كانت حلما مستحيلا لعزلة تغرق بالظلام منذو بداية الخليقة بفضله ورفاقه بعد الله وصل مشروع الإمداد الكهربائي للقرية
كيف ننساه ...وقد أثمرت في كل بيت لن ننسي رؤيته العظيمة وتطلعاته التنموية للبلاد وحمله هم الجميع ودعمه الكبير في أكثر من مشروع كان آخرها مشروع توزيع البذور و زراعة وغرس الأشجار المثمرة كالرمان والفرسك وغيرها في القرية فقد عرف بعشقه للأشجار والتشجير ..وحث الاخرين على ذلك ..
كيف لنا أن ننساه ..وقد كان مبادراً لكل شئ ومتحمسا لكل المبادرات الخيريه والمجتمعيه والإنسانية إبتداء بشق ورصف وصيانه الطريق والمدرسة و الوحدة الصحيه ...لن ننسي تحمسه المتوقد لجمع التبرعات وتكاليف كل مشروع
لا زالت صورته تتجلى لي كأحد المقربين منه وهو ممسك القلم والأوراق لحساب قيمه السبورات للمدرستين في القرية وهو لا يهدأ يجرى إتصالات مكثفه وكأن الأمر طارئ ويجب أن ينجز في أسرع وقت ممكن ولن ننسي جهوده الجباره في تأسيس صندوق سوا الإنساني ودعمه له بإستمرار حتي أنه كان يشعر الجميع في كل لقاء يعقد أن هذا العمل من أهم الأوليات بالنسبه له
لقد كان الساعد الذي يشد به في كل محنة يتعرض لها أي شخص منا
رحل عنا وترك الكثير من الخير الشاهد على خلوده بيننا في ذاكرتنا الجمعية و الكثير من الخير في نفوسنا وأشجارنا وأحجارنا .....لقد كان رحمة الله أيقونه العمل الدؤوب المثمر في القرية والمجتمع ولم ينظر لنفسه سوى أنه خادما للجميع دون إستثناء أو تراخي حتي شعرنا أنه عجزت النساء يلدن مثله وخسارته لا تعوض ..
اسأل الله أن يجعل كل ذلك في ميزان حسناته وأن يجعل قبره نور على نور وأن تكون نعم القدوة الحسنه لمن بعدك وان يجمعنا الله بك في مستقر رحمته
و يصف مساعد مدير أمن محافظة تعز العميد ركن رشاد السامعي العقيد عبدالجليل السامعي رحمه الله ..بالدبلماسي الناجح في حل القضايا الخلافية ..والاصلاح بين الناس
لقد فقدنا شخصية لا يمكن أن تعوض فالعقيد عبدالجليل سعيد السامعي كان له أدوار يشهد له بها الجميع وتستحق الإشادة ..على المستوى الوطني والإجتماعي ...فقد كان يمتلك حس ناضج في النظر بقضايا المجتمع وله إسهامات جيدة في مجال الإصلاح بين الناس وتقريب وجهات النظر وحل النزاعات بمختلف أنواعها ...سوى في منصبه الأمني عبر الأقسام الأمنية أو عبر العرف الإجتماعي ... من منا لا يتذكر دور هذا الرجل الذي ترك رحيله فراغ مؤلما ..إذ لا يسعني في هذه العجاله ان أتذكر كل مواقفه فكل الذين عرفوه وجدوا فيه إتقاد القيادي الذي يتوق إلى إحلال السلام والإستقرار بين الجميع ...سوى داخل أو خارج مجتمعه الذي عمل فيه حيث كنا نجده حريصا على
حلحلة أي تعقيدات أو خلافات فقد كانت دوافعه الإنسانية
تشده نحو تسخير قدراته الفطرية المتمثلة بالحنكه والشهامه والحكمة إلى السعي بالإصلاح بين الناس ما أستطاع الى ذلك سبيلا . .. نترحم عليه ونسأل الله أن يجزيه خيرا .
الصحفي صلاح حيدرة ..يختزل عبراته في مختصر القول قائلاً:
لن تفي بحق الفقيد السامعي كل العبارات فالرجل كان منارة وقدوة لا يختلف عليه أثنان ..كان ممتلئ بالرجولة والقيم والأخلاق ومبادرا في كل أعمال الخير داخل مجتمعه وخارج مجتمعه عرفه الصغير والكبير ...مقدما شجعا نبيلا يتحلى بكل صفات القيادة...
لأبناء سامع ولكل من عرفوه الحق في أن يفخروا به وتذكر مناقب الفقيد فقد مثل رحيله فاجعة وترك ثلمة لا يمكن ملئها ..فقد كان الأخ والصديق والأب والقيادي الذي يجمع العامه والخاصة عليه من أبناء مجتمعه
وعلى الصعيد الوطني فقد كان له إسهامات كبيرة وكثيرة لسنا هنا بصدد حصرها ..أهمها مشاركته في قيادة معاركة تحرير الأراضي اليمنية في جزيرة حنيش الصغرى والكبرى التي سطى عليها الإحتلال الإرتيري ..وقد سطر فيها أروع صور البطولة والوفاء لقيمة الوطنية والعسكرية حيث ظل يقاتل دون تراجع ..حتى وقع في الأسر بعد أن نفذت الذخيرة ليتم أسره في سجون المحتل الأرتيري لأشهر ...وتم إطلاق سراحه مع عدد من الأفراد بعد نجاح وساطة دولية فيما أستعاد اليمن ووفق تحكيم دولي الجزيرة المتنازع عليها
وظل الرجل بكل طاقته التي لا تخبو يقدم في كل الميادين مهامه الوطنية والإنسانية والمجتمعية حيث كان أخرها تعنيه نائب مدير أمن مديرية خدير بمحافظة تعز بعد تحويله من سلك القوات البحرية الى قوات الداخليه في ظل ظروف صعبه يمر بها الوطن مما أستدعى الإستفادة من خبرات وقدرات مثل هذه الشخصية الفذة في حماية الأمن الداخلي في ظل الحرب الدائرة على البلاد ..
يمثل رحيله خسارة كبيرة للوطن أولاً ولأبناء محافظة تعز عموما وأهالي مديرية سامع خصوصاً. .
مثل هذ الرجل يتوجب تخليد سيرته المليئة بالمواقف الوطنية والقومية والإجتماعية المشرفة والمشرقة .. فقد كان مثال أعلى للجميع .
ختاما ....وددنا لو أن المسافة بين كل محبيه تتلاشى ويأتلف بهم المكان
فالحديث عن قامة وطنية إنسانية كالفقيد عبدالجليل السامعي لا يمكن أن تضمه أسطور أو تنصفه كلمات كما لا يمكنها محو الأسى الذي يعتصر كل القلوب لرحيل واجهة إجتماعية ووطنية و إنسانية .. رحم الله الفقيد وطيب ثراه
( حداد... أبدي )
الكون خيمة عزاء..
الشمس شمعة واهية
تذوي بعيون أدمها البكاء
الأماكن حزينة باردة بعد غيابك الطويل
النجوم باهتتةً الضوء تشاطرنا العويل
الورد توشح السود
سنابل الذرة هذا العام
لا تأبه بالفجر ولا تشتاق للأعياد والأمطار
..لا تهتم بأناشيد البتول
كيف لا وقد رحل الذي ..تأوي إليه الحياة
إنقطع وحي المحبة
ذات مساء فتسقر بناء المساء
تهاوت فيه الجهات ...
تناثرت في لحظة كل الفصول
رحل .. فتحول النهار الى رذاذ أصفر
في المحاجر
كلما غالبتنا الشجون ...تنهدت المقابر
رحل .
وأستقر في أعماقنا ..
صدى يقول
آه يا رباه
آه يا قلباه
من وجع لا يزول
أترى ...
هذا العراء الشاسع ضيقا في عيون
من ألفوك مقبولا تحمل مسابح الضوء
مبتسما ... بإطلالة الأنبياء
لو أننا نبكيك بقدر ما نجد من وجد
نحتاج لأعون بإتساع السماء
الليل حداد ..والنهار مداد
ونحن أحرف بكاء
نجوب أفلاكك ....نناشدك البقاء
الموت حق يا رفاق لكنه مؤلم
حين يأخذ من لا يُطاق
فراقه..
كهزيمة يحل الموت بغتة على قوم شُم إبا
للأبدية البيضاء رحلت
وتركت فينا بقية تحن للقاء
و أقمت للأبد بقلوبنا
ضوء تستنشقك ذاكرتنا
وعطر تفوح بك مجالسنا
في فصل أبدي التنهيد والبكاء
