مفيد غيلان: قالها الدكتور حامد الشميري في ذلك اليوم: سنقوم بإنتاج مسلسل وبالنص "ليالي الجحملية" أيتها العير إنكم لسارقون!!

مفيد غيلان: قالها الدكتور حامد الشميري في ذلك اليوم: سنقوم بإنتاج مسلسل وبالنص

 

بقلم / مفيد غيلان

بذات اليد التي أكتب بها الآن أزحت زجاجات النافذة من على بطانيتي إثر صاروخ هد منزل الجرادي الملاصق لحوش مبنى قناة السعيدة فرع تعز لا يزال صداه في أذني كلما تذكرت المشهد.

بذات القلب المرقع الذي أفطرني يوم من نهار رمضان هذا العام أتذكر تلك الليالي التي ملأته روعباً وخوفاً وفزعاً إثر قذيفة تطلقها دبابة أو رصاصة تخترق زجاج النافذة لتسلم على عمود الصالة بكل وقاحة وتجعلني أخسر ما بيدي من شراب الفيمتو الذي أدمنته بفعل ترويجات الخال الرائعة له.

سأقصص وجعي هذه المرة لإنني من ذلك الثقب في بطن الخزان الأرضي للقناة خرجت قبل عامين أو قبل ثلاثة أعوام قبل أن يؤذن مؤذن الجحملية لفقي "يمن شباب" بأعلى صوته قائلاً: أيتها العير إنكم لسارقون!!

سأقصص وجعي بل وجعنا جميعاً... جباري.. ماجد.. خليل الخال عمار.. الطباخ منير.. سائق وآت السبيل طارق محمد عوض الفقير البيضاني.. وأبونا الكبير الدكتور نعم هذا الإسم الذي أحب أن أناديه به (حامد الشميري) رئيس مجلس قناة السعيدة البيت الكبير التي وسعتنا جميعاً من أقصى الوطن إلى أقصاه على اختلاف توجهاتنا ومشاربنا ولا تزال.

تفاصيل حياة تمتد حوالي ثلاثة أعوام من عمر الحرب في الجحملية كان أطول مشوار نخرجه هو بلكونة المكتب مع قلق يحشر نفسه في كل ثقوب طلقات الرصاص المتكئة في كتف اللفت "اصنصير قيد الإنشاء" مات واقفاً حتى اللحظة.
كل هذه التفاصيل مكتوبة بشكل متقطع سأعمل على كتابتها في رواية بعد أن أتمكن من فهم كيفية انتاج الرواية بشكل أكبر لإني حتى اللحظة لم أستطع فهم الحبكة والعقد وبقية تفاصيل طرق كتابة الرواية الذي أعمل عليه حتى الآن أكتب مذكرات وأحداث سردية.
المهم سيبوكم من هذي الهدره كله. من يوم طلع البروموا حق ليالي الجحملية وأنا أشتي أكتب لكم لكن قلت رمضان مش وقته ومن كثرة النقاد السدق قدنا أستحي أتحاكا بالبيت حتى السيدة علاء إقتلبت ناقد درامي كبير والله العظيم كل يوم تنقد مشهد وحتى السعيدة ما عاديش مليح عندها رغم إنه بالسيرفر عاده رقم واحد.

سأروي لكم هنا واحدة من القصص التي حضرتها ذات مساء جحملي خالص و"هدوء حذر" هذه الكلمة يتذكرها الرفيق ماجد الشرعبي تماماً. كان كلما شهدنا مساء بلا رصاص يقول: اليوم هدوء حذر. لا أدري كيف مشعها? المهم أصبحت لازمة سيئة بالنسبة لي ومصدر قلق.

سأروي لكم القصة هنا لله ثم للتاريخ طالما وأن هناك من بداء يتكلم عن حقوق وما حقوق وتأليف وما تأليف لمسلسل "ليالي الجحملية".

ذات ليلة وبحضور المخرج فلاح الجبوري أيام تصوير مسلسل همي همك في ورزان كان غالباً ما يأتي إلى مكتب الفرع في العسكري خلافاً لأيام الكتابة التي كان يعكف خلالها أشهر بلياليها برفقة فهد القرني وأخرين.  قال له الدكتور حامد الشميري في ذلك اليوم: سنقوم بإنتاج مسلسل وبالنص "ليالي الجحملية" وتحدث معه بالتفاصيل: أنه سيتم تصويره في حارة قريش ليلاً وأنه لابد أن يعالج مسألة شرخ النسيج الإجتماعي الذي أحدثته الحرب بقالب يتناول  الألفة والرحمة والمحبة وللأمانة كان كثيراً ما يناقشنا حول هذا المقترح وغيره من المقترحات والأفكار خاصة أنا والرفاق ماجد وجباري وأصدقك القول يا دكتور بسبب الواقع الذي كنا نعيشه والوضع الصعب الذي كنت أتوقع أننا لن نخرج منه إلا أموات وحالة اليأس عندي كنت أقول بيني وبين نفسي "قرحة التخزينة"

عادي ليالي ليالي مش قصة بس واحد بالحارة ومن البلاد وبيقراء هذا الكلام' يسألنا بحكم أني عشت في الجحملية فترة طويلة- قال: به دكاكين بالجحملية كذا ملاح ما شاء الله اتطورت وعاد الدنيا إلا حرب مش عارف من صدقه وإلا يتفقعس عليا قلت له: "لا التمثيل بالأردن" ما شكملش ما قال...

المقال من صفحة الكاتب على الفيسبوك ..

https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=3953383394698262&id=100000799202291