ركبت باص المواصلات من عصر حتى جولة عمران وفي الباص وجدت رجلاً مُسِنَّاً يردد : أين معاشي يا حيفي ؟! ( ظل يرددها أكثر من ثمان مرات ) مسكين فقد كان يهذي كدلالة على قهر وباطل ووجع !!
كنت أعلم أنه يقصد بقوله ( حيفي ) رئيس هيئة التأمينات والمعاشات لكن بقية الركاب سألوه عن الحيفي فأخبرهم .
بفعل العدوان والحصار انقطعت المرتبات فتسببت بكارثة حقيقية على الموظفين لكن هذه الكارثة يتفاوت حجمها من شريحة لأخرى وباعتقادي فأكثر الموظفين وجعاً هم المتقاعدون الذين تبخرت أموالهم وصارت تُعطى لهم كما بقية موظفي الدولة فقط !!
الموظف الشاب حين ينقطع مرتبه سيخرج للبحث عن فرصة عمل والباري كريم فها نحن صامدون منذ ست سنوات عدوانية بينما المتقاعدون كبار السن من الصعب عليهم العمل !!
لقد وصلوا للفصل الختامي من حياتهم ليعيشوا بسلام وأمان حتى تسقط الورقة فتُطوى الصفحات !! ينتظرون مرتب التقاعد ليكملوا المشوار فحلَّ عليهم الزمن الذي لا يجدون فيه هذا المرتب المنحوس !!
مرتباتهم لدى هيئة التأمينات وهيئة التأمينات تنتظر مكرمة نصف المرتب الموسمي ومن جيز خلق الله !!
هذه الهيئة هي ملك للمتقاعدين وموظفوها يستلمون مرتباتهم غير منقوصة والمتقاعد على الله !!
متقاعدونا التابعون للهيئة وبدلاً من تكريمهم كانت مكافأتهم قطع مرتباتهم بينما مؤسسة التأمينات تدفع مرتبات متقاعديها ولله في خلقه شئون !!
بقلم / الحسين بن أحمد السراجي